يحدث احياناً ان نشعر بالعزلة عندما تكون دوائر علاقتنا لاتكترث في معرفة كيف هي احوالنا، عندما تمر الاشهر والسنوات ولا يسألك احداً عن ماذا حدث لأحلامك وخططك واهدافك وطموحاتك التي شاركتها معهم مسبقاً. تلك الليالي التي تحيط فيها نفسك بأشخاص يشعرونك بالذنب في كل مرة تختار فيها الحديث عن شئونك، تلك اللحظات التي تشعر فيها بأن بوحك بأي شيء يقلل من قيمته. عندما يقرر احدهم مقاطعة ماتقول ويُخفق ذكاء الجميع العاطفي في العودة له مجدداً.
لكن، هل فعلاً تريد ان تبوح بأي شيء لو كانت الامور لاتسير بشكل جيد؟ عندما يشاء القدر ان يرتطم كل ما أملت به نفسك بجدار مسدود على الرغم من فعلك لكافة الاسباب .عندها ياصديقي سيصبح كل ماسبق نقمة وسوط تجلد فيه نفسك في كل مرة يسألك من كنت تنتظر منهم تقديم الاسئله. عندها فقط ستدرك كم هي رائعة فضيلة ان تكون لا احد. ان تكون شخصاً خاوياً لا يملك اي شيء يُستحق ان يُروى. ان تكون جزءاً متطايراً من شظايا عواصف الآخرين طوال وقت مكوثك معهم.
ان تكون انت من يزيد حدة هذه العواصف عن طريق استماعك لهم وطرحك للأسئلة التي تزيد من حجم ومدة بقاء هذه الاعاصير. ان تغوص في عوالم الآخرين الذين سيسعدون كثيراً بمدى اهتمامك، الذين لن تجد وسيلة لإسكاتهم عندما يخبرونك عن احداثهم الهامشية.
جرب لمرة ان تكون لا احد!
30 اكتوبر 2021/ الرياض
كونك لا احد هو دليل انه قد مر عليك شخص او اشخاص يضربونك بالسوط الذي يؤلمك .
إعجابLiked by 1 person